هذا هو شكل امتحاناتنا حفظ.. تلقين.. تفريغ على الورق دون عناء..!!
مطلع هذا الشهر بدأت الامتحانات الجامعية وسط أجواء أقل ما يقال عنها أنها باردة رغم سخونة الأسئلة ومفاجآتها المذهلة للطلبة .
هي حكاية تتكرر فصولها مع بداية كل عام، واللافت دائماً أن لا جديد يذكر سوى استمرار أجواء القلق والرهبة بين الطلبة، إضافة لكوابيس مزعجة للأساتذة، وهم يرون الأوراق الامتحانية تطاردهم في نومهم بشهادة العديد منهم، الذين حملوا النظام الفصلي مسؤولية ذلك.
حفظ.. بل حشو معلومات، ومن ثم تفريغها على ورقة بيضاء تنتهي صلاحيتها مع صدور نتائج الامتحانات.
تصوروا، لا قيمة لما يتعلمه الطلبة بعد شهر، المهم تحصيل علامة النجاح حتى ولو كانت في حدودها الدنيا، وحتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى أسلوب الغش والتزوير الذي كثر في السنوات الأخيرة، رغم العقوبات الامتحانية الرادعة.. يا له من أسلوب امتحاني عصري يعلّم طلبتنا كيف يحفظون دروسهم عن ظهر قلب..!!.
ما يثير الغرابة ويرسم علامات التعجب، إن مشكلات الامتحانات بشقيها التربوي والجامعي واضحة بكل تفاصيلها للمعنيين في وزارتي التربية والتعليم العالي، والدليل ان المؤتمر الثاني لتطوير التعليم عام 1998، تم فيه اقتراح أساليب عديدة لتطوير الامتحانات، منها كما وردت في تقرير التنمية البشرية لعام 2005 تحقيق مبدأ تكامل معدلات النجاح بين الامتحان النهائي وأعمال السنة في الشهادتين الإعدادية والثانوية، ودراسة نسبة النجاح، غير انه لم يتم وضع ذلك موضع التنفيذ إلا بعد /7/ سنوات!!..
وفي الامتحانات الجامعية، فحدث ولا حرج أمام كثرة المطبان، رغم اعتماد الأتمتة في أكثر من مقرر، لكن البركة بطرق القبول الجامعي التي لم تتغير هي الأخرى، بل ما زالت مصيدة لمصادرة أحلام الطلبة..
كان الله بعون طلابنا مع هذا النظام الامتحاني الظالم وطرق القبول الصماء.