لندن /في الربيع تتفتح الزهور، وتتزاوج الأشجار، وتتكاثر الطيور، وترتدي الطبيعة أجمل الألوان لاستقبال أرق النسمات، لكن الغريب أن كل هذه النسمات الربيعية والمشاعر المبهجة تصيب بعض النساء بالاكتئاب؟!.
فاكتشف الباحثون في دراسة جديدة عن تغيير الفصول وحالات الاكتئاب أن بعض النساء يزداد نشاطهن العقلي في هذا الموسم لدرجة الهوس وعشق تغيير كل ما تقع عليه أنظارهن من ديكور البيت إلى طريقة ارتدائهن الملابس حتى شعر المرأة لا ينجو من تغيير ألوانه!.
وتؤكد الدراسة أن هؤلاء النساء يصبن أيضا بزيادة ساعات اليقظة وقلة النوم لدرجة تصل إلى التشتت الذي يترتب عليه سوء الفهم وسوء التقدير لكثير من أمور حياتهن!.
وتقول خبيرة ألمانية، إن المرأة يمكن أن تتغلب على حالة الاكتئاب التي تصيبها بين تغيير الفصول بالتعرض إلى ضوء الشمس والخروج إلى الأماكن المفتوحة كالحدائق والنوادي الرياضية فهذا من شأنه أن يحسن مزاجها ويحد من إفراز هرمون الميلاتونين الذي يسبب الكسل والنعاس كما يمكنها تغيير بعض عاداتها للتخلص من حدة توتر المزاج كأن تأخذ يوميا حماما ساخنا يليه حمام بارد فهذا ينعش خلايا الجسم ويجدد النشاط ويمنح المرأة إحساسا بالاسترخاء.
لكن الخبيرة الألمانية تحذر من تناول القهوة والشاي في حالات الاكتئاب والتوتر إذ يكون لهما تأثير قوي كمنبه للمخ والأعصاب وزيادة الشعور بالإرهاق.
وتؤكد إحدى الإحصاءات الفرنسية أن ما يقرب من 40 % من الفرنسيات يصبن بالإعياء عند تغيير الفصول ولذا ينصح بتناول فيتامين ب6 الذي يقوي جهاز المناعة ويمنح الشعور بالسعادة والراحة النفسية.
كما أفادت الدراسة أن نصف البريطانيين يعانون من الاكتئاب بسبب الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع، وأثبتت الدراسة أن أفضل علاج لهذا المرض الموسمي هو جرعات من الضوء الطبيعي لإعادة ضبط تلك الساعة الخفية التي تكمن داخل جسم الإنسان ويكفي الجلوس أمام مصدر ضوئي جيد لمدة عشرين دقيقة يوميا مع ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة.
فلا تدعي نفسك فريسة للتغييرات المناخية التي تفسد عليك متعة الانسجام مع الطبيعة وحاولي أن تقاومي التقلب في درجات الحرارة الذي قد يصيبك ببعض الأمراض الربيعية الخفيفة فالتأقلم مع هذه التغييرات يمنحك صحة بدنية وعافية نفسية بالإضافة إلى تناول الطعام المتوازن الذي يعيد لك المزاج المعتدل والنوم والشعور بالراحة.