هذه قصة أخبرتني بها أم لطفلين و هي تشعر بمزيج من الخجل و الندم .
تقول : خرجت لأنزه ابني " 3 سنوات " بحديقة إحدى الأحياء الراقية عصر يوم ربيعي جميل ، وما أن تجاوزت الباب حتى فاجأتني فتاة ذات
عيون بريئة سوداء و جدلة طفولية أبعدت الانتباه عن قامتها الطويلة النحيفة فبدت أصغر من عمرها . كانت ترتدي بنطال من " الجينز " و
" تي شيرت " أبيض أظهر سمرة وجهها .
قالت الفتاة و هي تقفز مرحاً : " خالة مرجحيني " ( أي هزي لي الأرجوحة ) . فابتعدت عنها ظناً مني أنها مجرد فتاة " دلوعة " من
الحي تحاول اللهو بوقتي الضيق مع ولدي ، ابتعدت و جلست على مقعد بظل شجرة لأستريح و أنتظر خلو منطقة ألعاب الأطفال التي
كانت مزدحمة على غير العادة .
تكمل : لاحظت مجموعة من الأطفال بين 6-16 سنة بين فتاة وصبي ، بعضهم يقوم بحركات غريبة و بعضهم عليه ملامح المغولية
( متلازمة داون ) و آخرين طبيعيين تماماً لكن لا تعابير على وجوههم ، كان البعض منهم جالس و آخرون يلعبون و يتجولون و كانت الفتاة
" الدلوعة " واحدة منهم . ولما أبصرت عدة بالغين بزي موحد يراقبون الأطفال بحرص و حنان بالغين اتضحت لي الصورة .
" أنهم مجانين " قالتها بخجل لا أظن أنه خالجها و هي تنظر إليهم بغرابة وقتها . و أردفت :
شدت الفتاة اهتمامي كانت مفرطة النشاط تمازح الجميع ، و قد أدمعت عيني من الضحك لما سألت امرأة بدينة : " أنت حامل خالة " .
وعند رؤيتها لي أضحك اقتربت مني مجدداً و قد خطفت محمول أحد المشرفين وقالت : " مرحبا يا حلوة " . ولم تكمل كلامها حتى أخذتها
المشرفة وهي تعتذر .
تنهدت و هي تقول : أخذت أبني للأراجيح و لم تمر دقائق حتى شعرت بأحدهم يشدني من الخلف ، ألتفت بسرعة وأخذت وضعاً دفاعياً
لأرى الفتاة ذاتها بعيونها السوداء الواسعة الدامعة " خالة مرجحيني " قالتها بكثير من الرجاء ، تمالكت غضبي و قلت بحنان مصطنع :
" ما بقدر حبيبتي .... عم بلعب أبني الصغير " فردت الفتاة فوراً " و أنا صغيرة كمان " فرحت أصر ببلاهة " أبني أصغر منك " وهنا
ركضت الفتاة مبتعدة و لم أعد أراها لما انتقلت مجموعة الأطفال لقسم أخر من المنتزه .
صمتت قليلاً و أكملت : تزامن خروجنا مع موعد إغلاق الحديقة رأيتها لأخر مرة راكضة باتجاهي بمرح طفولي بالغ وما أن اقتربت
حتى قالت و كأنها تدرك ضيق الوقت " لفيني " ( أي ضميني ) .....
وهنا توقف المدام عن الرواية لتعطي تبريرات حول تصرفها التالي ، حيث تذرعت بمزاجها ذلك اليوم و حيرتها من الموقف المفاجأ و
أعذار أخرى معظمها كان " ترقيعاً " بالنسبة لي . فطلب منها الاختصار فأنهت رواية ما حصل معها :
" لفيني " قالت الفتاة مرددة ، قلت لها بالبلاهة السابقة نفسها " ليش " ، ردت : " أنا زعلانة " كررت : " ليش " ، قالت : " أنا كل يوم أبكي
و الله دائماً أبكي " وهنا اقتربت منها و سألتها بفضول أكثر من شفقة مكررة الكلمة ذاتها " ليش " ، قالت : " أنا رح أموت " .....
وعند هذه الجملة لم أسمع سوى المشرفة تقترب و هي تصيح " سيما " ولما أمسكتها برفق من يدها قالت المشرفة " قولي لها باي يلا " .
و قبل أن تذهب المشرفة بـ " سيما " قلت كلماتي الاخيرة : " لا حبيبي .... لا مارح تموتي أنت صغيرة " و أبقيت عيني عليها وهي تبتعد
ملوحة لي و كلما ابتعدت أكثر كنت أحس بأن هنالك شئ ضائع حتى اختفت تماماً و عدت للبيت و كان ضميري قد نال مني عقاباً .
تقول : خرجت لأنزه ابني " 3 سنوات " بحديقة إحدى الأحياء الراقية عصر يوم ربيعي جميل ، وما أن تجاوزت الباب حتى فاجأتني فتاة ذات
عيون بريئة سوداء و جدلة طفولية أبعدت الانتباه عن قامتها الطويلة النحيفة فبدت أصغر من عمرها . كانت ترتدي بنطال من " الجينز " و
" تي شيرت " أبيض أظهر سمرة وجهها .
قالت الفتاة و هي تقفز مرحاً : " خالة مرجحيني " ( أي هزي لي الأرجوحة ) . فابتعدت عنها ظناً مني أنها مجرد فتاة " دلوعة " من
الحي تحاول اللهو بوقتي الضيق مع ولدي ، ابتعدت و جلست على مقعد بظل شجرة لأستريح و أنتظر خلو منطقة ألعاب الأطفال التي
كانت مزدحمة على غير العادة .
تكمل : لاحظت مجموعة من الأطفال بين 6-16 سنة بين فتاة وصبي ، بعضهم يقوم بحركات غريبة و بعضهم عليه ملامح المغولية
( متلازمة داون ) و آخرين طبيعيين تماماً لكن لا تعابير على وجوههم ، كان البعض منهم جالس و آخرون يلعبون و يتجولون و كانت الفتاة
" الدلوعة " واحدة منهم . ولما أبصرت عدة بالغين بزي موحد يراقبون الأطفال بحرص و حنان بالغين اتضحت لي الصورة .
" أنهم مجانين " قالتها بخجل لا أظن أنه خالجها و هي تنظر إليهم بغرابة وقتها . و أردفت :
شدت الفتاة اهتمامي كانت مفرطة النشاط تمازح الجميع ، و قد أدمعت عيني من الضحك لما سألت امرأة بدينة : " أنت حامل خالة " .
وعند رؤيتها لي أضحك اقتربت مني مجدداً و قد خطفت محمول أحد المشرفين وقالت : " مرحبا يا حلوة " . ولم تكمل كلامها حتى أخذتها
المشرفة وهي تعتذر .
تنهدت و هي تقول : أخذت أبني للأراجيح و لم تمر دقائق حتى شعرت بأحدهم يشدني من الخلف ، ألتفت بسرعة وأخذت وضعاً دفاعياً
لأرى الفتاة ذاتها بعيونها السوداء الواسعة الدامعة " خالة مرجحيني " قالتها بكثير من الرجاء ، تمالكت غضبي و قلت بحنان مصطنع :
" ما بقدر حبيبتي .... عم بلعب أبني الصغير " فردت الفتاة فوراً " و أنا صغيرة كمان " فرحت أصر ببلاهة " أبني أصغر منك " وهنا
ركضت الفتاة مبتعدة و لم أعد أراها لما انتقلت مجموعة الأطفال لقسم أخر من المنتزه .
صمتت قليلاً و أكملت : تزامن خروجنا مع موعد إغلاق الحديقة رأيتها لأخر مرة راكضة باتجاهي بمرح طفولي بالغ وما أن اقتربت
حتى قالت و كأنها تدرك ضيق الوقت " لفيني " ( أي ضميني ) .....
وهنا توقف المدام عن الرواية لتعطي تبريرات حول تصرفها التالي ، حيث تذرعت بمزاجها ذلك اليوم و حيرتها من الموقف المفاجأ و
أعذار أخرى معظمها كان " ترقيعاً " بالنسبة لي . فطلب منها الاختصار فأنهت رواية ما حصل معها :
" لفيني " قالت الفتاة مرددة ، قلت لها بالبلاهة السابقة نفسها " ليش " ، ردت : " أنا زعلانة " كررت : " ليش " ، قالت : " أنا كل يوم أبكي
و الله دائماً أبكي " وهنا اقتربت منها و سألتها بفضول أكثر من شفقة مكررة الكلمة ذاتها " ليش " ، قالت : " أنا رح أموت " .....
وعند هذه الجملة لم أسمع سوى المشرفة تقترب و هي تصيح " سيما " ولما أمسكتها برفق من يدها قالت المشرفة " قولي لها باي يلا " .
و قبل أن تذهب المشرفة بـ " سيما " قلت كلماتي الاخيرة : " لا حبيبي .... لا مارح تموتي أنت صغيرة " و أبقيت عيني عليها وهي تبتعد
ملوحة لي و كلما ابتعدت أكثر كنت أحس بأن هنالك شئ ضائع حتى اختفت تماماً و عدت للبيت و كان ضميري قد نال مني عقاباً .